تحوّلًا سياسيًا كبيرًا .. بريطانيا تخالف أوروبا وتنعطف إلى اليسار

Mariam

بريطانيا شهدت مؤخرًا تحوّلًا سياسيًا كبيرًا، حيث انعطفت عن توجهات اليمين التي سادت لفترة طويلة، لتتجه نحو اليسار بشكل ملحوظ، وهذا التحول لم يأت بدون سبب، إذ يُعزى إلى عوامل متعددة منها التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.

تحوّلًا سياسيًا كبيرًا .. بريطانيا تخالف أوروبا وتنعطف إلى اليسار

بريطانيا تخالف أوروبا.. وتنعطف إلى اليسار
بريطانيا تخالف أوروبا.. وتنعطف إلى اليسار

 

اليوم، أعلن الملك تشارلز الثالث رسميًا عن تعيين كير ستارمر، زعيم حزب العمال، كرئيس للوزراء خلال اجتماع في قصر باكينغهام، ونُشرت صورة للملك وهو يصافح ستارمر، الذي حقق فوزًا ساحقًا في الانتخابات، وقبل ذلك، قبل الملك استقالة ريشي سوناك بفوز حزب العمال بأغلبية برلمانية ساحقة، اختارت بريطانيا تحويل اتجاهها بعيدًا عن الهيمنة اليمينية المتطرفة في أوروبا، واتجهت نحو اليسار.

أشار مراقبون سياسيون إلى تأثير الشارع البريطاني واستجابة السياسيين لصوت المواطنين، حسب تقرير شبكة “سي إن إن” الأمريكية الذي نُشر اليوم، كما أشار التقرير إلى نتائج الانتخابات الأوروبية الشهر الماضي، حيث شهدت انتخاب عدد تاريخي من نواب أحزاب اليمين المتطرف لعضوية البرلمان الأوروبي.

وأشارت الشبكة إلى أن هذه النتائج أثارت فوضى شديدة، حيث دفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وأظهرت الجولة الأولى من هذه الانتخابات تقدمًا كبيرًا لحزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف.

وفي هولندا، تشكلت هذا الأسبوع حكومة يمينية متطرفة، كما هو الحال في إيطاليا التي تحكمها أيضًا حكومة يمينية، وأشار التقرير إلى عدة أسباب تنامي الشعبية في أوروبا، من بينها تباطؤ الاقتصاد في عدة دول في القارة العجوز، وارتفاع معدلات الهجرة، وزيادة أسعار الطاقة، كما لوحظ أن العديد من الأشخاص وجهوا اللوم إلى سياسات الاتحاد الأوروبي كجزء من هذه التحديات.

تحوّلات سياسية في بريطانيا

ردًا على سؤال حول سبب تحول بريطانيا نحو اليسار، أوضحت أن هذا التحول يأتي كرد فعل على تطرف اليمين خلال فترة رئاسة الحكومة السابقة بوريس جونسون، وإدارة ليز تراس وريشي سوناك التي أثرت سلبًا على الاقتصاد.

تحدثت أيضًا عن تفاقم المشاكل نتيجة لزيادة أعداد اللاجئين، والأزمات الناجمة عن جائحة كورونا والصراع في أوكرانيا، ورغم فوز حزب العمال بأغلبية كبيرة، أشارت الشبكة إلى بقاء التيار اليميني البريطاني حيًا، رغم الخسارة الكبيرة التي مني بها في الانتخابات، وأشارت استطلاعات الرأي إلى هزيمة صعبة وسيئة.

وأشارت الشبكة إلى أن حزب الإصلاح “اليميني الشعبوي” بقيادة نايجل فاراج قد تجاوز التوقعات، وهو الحزب الذي كان وراء حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

لم تستبعد الشبكة أن يكون الانقسام داخل حزب اليمين، بما في ذلك معارضة فاراج، قد ساعد رئيس حزب العمال ستارمر في زيادة أغلبيته البرلمانية، لكنها ترى أنه من المستحيل تجاهل التيار اليميني المتطرف في البرلمان الجديد.

في الختام نكون تعرفنا على بريطانيا تخالف أوروبا.. وتنعطف إلى اليسار، وذكرنا أيضًا أهم تحوّلات سياسية في بريطانيا.